Monday, June 8, 2009

: !!!الدولة اليهودية فكرة غير يهودية



---------- الرسالة المعاد توجيهها ----------
من: Abu Naser <abu52naser@gmail.com>



From: "Gamila Zahran" gzahran@wanadoo.fr


Subject: Almontada-Al-arabi Arabian Sights

فكرة الدولة اليهودية فكرة غير يهودية!

نصر شمالي

 

حتى الأمس القريب، حتى نهايات الحرب العالمية الأولى ووعد (بلفور) ونهايات الحرب العالمية الثانية وتأسيس الكيان الصهيوني بجهود (ترومان)، عارض اليهود بشدّة فكرة "الدولة اليهودية" التي يُلحّ الصهاينة اليوم على أولويّتها! لقد كانت للمعارضة الواسعة النطاق أسبابها الدينية والدنيوية، وظلت الأكثرية اليهودية تتصدّى لها على مدى ثلاثمائة عام بعد إطلاقها في إنكلترا، عام 1649، في عهد (أوليفر كرومويل) "البيوريتاني" "اللوثري"، وفي زمن كانت فيه إنكلترا "نظيفة تماماً من اليهود" حسب تعبير المؤرّخين الإنكليز!

إنّ الكيان الصهيوني العنصري لا يعدو كونـه مشـروعاً اسـتعمارياً إنكليزياً أمريكياً، غير أنّ هناك من يعتقد بأنّ أمثال (بيريز) و(نتانياهو) و(باراك) و(ليبرمان) من الصهاينـة المرتزقـة يوجّهون السـياسـة الأمريكيـة، فتنقل أجهزة إعلام عربية، بنبرة المصدّق، أخباراً عن استخفاف الشقي (ليبرمان) بالمبعوث الأمريكي (ميتشل)، وبهذا الصدد ينبغي القول أنّه، إذا كان من الحُمق وضع العربة أمام الحصان فمن الحُمق بالمقدار نفسه وضع الكيان الصهيوني أمام الولايات المتحدة!

لقد تحققت بين لندن وواشنطن، منذ أواسط القرن التاسع عشر، شراكة في معالجة الشؤون الدولية كان أحد أهدافها السعي المشترك لإقامة "دولة يهودية" في فلسطين التي وصفت في الوثائق الاستعمارية بأنّها: "أهمّ مفارق طرق التجارة في العالم"! وتجلّى ذلك التعاون في خلق حركات دينية تبشيرية تركّز على "العهد القديم" وتعمل على إقناع اليهود قبل غيرهم بفكرة الدولة اليهودية، فكانت حركات "المورمون" و"السبتيون" و"شهود يهوه"، وغيرها كثير! وقد اشتدّت الحماسة "البيوريتانية" للفكرة في نهايات ذلك القرن، حيث النظام الرأسمالي العالمي الذي يقوده "البيوريتانيون" من لندن وواشنطن يقترب من لحظة التحوّل إلى الإمبريالية كمرحلة أعلى، فعلى سبيل المثال كانت المنتوجات والرساميل الأمريكية قد بلغت حينئذ الأوج، فقفزت الصادرات عام 1898 إلى مليار دولار، وهي التي لم تكن تتعدّى عشر الإنتاج الأمريكي، وصارت الولايات المتحدة تموّل اقتصادها بنفسها، وبدأت بتصدير الرساميل!

إنّ المؤرّخين الأميركيين والبريطانيين يُحدّدون العام 1895 كتأريخ لصعود بريطانيا إلى المرحلة الإمبريالية، ويُحدّدون العام 1898 كتأريخ لصعود الولايات المتحدة إلى هذه المرحلة، وينبغي أن ننتبه هنا على الفور إلى أنّ المؤتمر الصهيوني اليهودي الأول ـ بتركيبته ووظائفه الإمبريالية ـ قد انعقد في العام 1897، فهل هو مجرّد مصادفة هذا التوافق في انعقاد المؤتمر الصهيوني اليهودي بين عامي ظهور الإمبرياليتين الأمريكية والبريطانية؟

كانت واشنطن قد بدأت ترفع صوتها وتلوّح بعصاها في وجه لندن منذ العام 1895، بصدد ما تعتبره مجالها الحيوي الخاص خارج حدودها، كأمريكا الجنوبية مثلاً، وفي تلك الحقبة كتب (تيودور روزفلت) يقول: "إنّ قدرنا هو أمركـة العالم... تكلّموا بهدوء، واحملوا عصاً غليظـة، عندئذ يمكن أن تتوغّلوا بعيداً"! وكانت الحكومات الأمريكية المتعاقبة قد بدأت عمليات التوسع عالمياً منذ العام 1853، وقد شملت نشاطاتها التوسعية الاستيطانية فلسطين منذ ذلك التاريخ، إنّما بمستوطنين "بيوريتانيين" "لوثريين" سرعان ما ثبت عدم صلاحيتهم وتأكّد فشلهم فعادوا إلى الولايات المتحدة!

وفي أواخر القرن التاسع عشر، في لحظة الانتقال إلى مرحلة الإمبريالية رسمياً، أعلن (السناتور هنري كابوت لودج) أنّ الولايات المتحدة سـوف تلعب دوراً أسـاسـياً على المسـرح الدولي حتى على حسـاب البلدان الصغيرة، التي وصفها بأنّها تنتمي إلى الماضي ولا مسـتقبل لها بتاتاً! و(السناتور لودج) هو ابن تاجر من بوسطن جمع ثروة طائلة من تجارة المخدّرات "الأفيون" وغيرها في الصين! أمّا (السناتور) الآخر عن ولاية إنديانا، (ألبرت بيفريدج)، فقد دعا الولايات المتحدة إلى تأمين منافذ وأسـواق، وإلى الاسـتيلاء على مسـتعمرات تصبّ فيها فائض إنتاجها الزراعي والصناعي، وقال (بيفريدج) في خطاب رسمي : "إنّ الله لم يُهيئ خلال ألف عام الشـعوب الناطقـة بالإنكليزيـة كي تتأمل نفسـها بكسـل ودون طائل، بل جعل منّا أسـاتذة تنظيم العالم كي نتمكّن من نشـر النظام حيث تسـيطر الفوضى، وجعلنا جديرين بالحكم كي نتمكّن من إدارة الشـعوب البربريـة والهرمـة، فمن دون قوتنا سـوف تعمّ العالم ثانيـة البربريـة والظلمات، وقد اختار الله الشـعب الأمريكي ـ يقصد الإنكليز "البيوريتانيين" حصراً ـ دون سـائر الأجناس كشـعب مختار، كي يقود العالم أخيراً نحو تجديد ذاتـه"!

إنّ "البيوريتانيين" الإنكليز، في بريطانيا والولايات المتحدة، يعتبرون أنفسهم ورثة اليهودية التي خانها اليهود القدامى، أي أنّهم هم اليهود الجُدد، يهود الروح وليس الدم! ورغم هذا الاتهام بالخيانة فإنهم يدعمون استيطان اليهود القدامى في فلسطين لأنّ العهد القديم يشترط تحقيق ذلك كطريق تمهّد للظهور الثاني للمسيح، وتمهّد لألف من الأعوام "البيوريتانية" السعيدة! وبالطبع، فإنّ الأصحّ ـ رسمياً وليس شعبياً ـ القول أنّهم يدعمون الصهاينة اليهود كمرتزقة تتوفّر فيهم الشروط للعب هذا الدور في القاعدة الحربية/التجارية الأمريكية الثمينة المسمّاة (إسرائيل)! علماً أنّ لندن ظلّت حتى عهد قريب تعتقد أنّ المشروع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين يخصّها ويخدم مصالحها التجارية وحدها، غير أنّ التطورات البنيوية التي حدثت في النظام الرأسمالي الدولي وفي تركيبة إدارته جعلت المشروع تابعاً لواشنطن!

لقد اقترح (جيفرسون)، أحد المؤسسين الأوائل للولايات المتحدة، أن يكون رمز الدولة الأمريكية الجديدة ليس صورة النسر، بل صورة "أبناء إسرائيل" تقودهم نهاراً غيمة ويقودهم ليلاً عمود من نار! فماذا ترك المستوطنون "البيوريتانيون" الإنكليز لعملائهم الصهاينة اليهود ممّا يستطيعون قوله؟ ما قيمة ما تردّده الببغاوات الصهيونية، التي هي الفرع، قياساً بما قاله وما يقوله "البيوريتانيون" المؤسسون الذين هم الأصل؟

 

 ns_shamali@yahoo.com

=============================================================

إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما توافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!



Abu Naser



للمشاركة في المجموعة
مخزن اكبر موقع عربي للتحميل الملفات و الصور 


مجموعات Google


جميع الاراء لا تعبر الا عن وجهة نظر اصحابها


--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات Google‏ مجموعة
 Group woolf.
لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى
woolf.8@gmail.com
لخيارات أكثر، الرجاء زيارة المجموعة على
http://groups.google.com/group/woolf_8?hl=ar?hl=en-GB
 لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، ارسل كلمة (الغاء)  إلى
woolf_b@hotmail.com
للتواصل مع إدارة المجموعة ماسنجر على الايميل التالي
-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---

No comments:

Post a Comment