~¤¦¦§¦¦¤~AzQrte~¤¦¦§¦¦¤~
قد تصيع و تهرب من نفسك و لكن ستبقى روحك بانتظارك كجدة عجوز معها عصا مقدسة تجلس في باحة المنزل لا تستطيع الرد عليها و لا منعها من لطم وجهك بعصاها حتى تربيك و تخبرك بأنك لست ملكا لنفسك بعد يا صغيري !!. |
لو سكن شخص ما مدينة ما ثم لم يقرر أن يأخذ جولة تفقدية يتعرف من خلالها على مرافق المدينة و شوارعها الرئيسية لقلنا بأنه بليد لا يدرك مدى احتياجه لذلك و لكن أن يذهب في جولته تلك ليمضي فيها اسبوعا كاملا يجول بسيارته لقلنا بأنه قد تحول إلى " صايع " و هذه هي الحقيقة . كثيرة هي الأشياء التي ينبغي لنا تفقدها و التجوال فيها على وجه المعرفة و الاستكشاف الضروري و لكننا نجد أنفسنا نهيم في تجوال مستمر ينتهي بنا إلى حالة دائمة من " الصياعة الفكرية " !! . تلبس الأفكار ذاتها ثيابا جديدة كل يوم و تمر في نفس الشارع لنفس الغرض فيمر الصايع يغازلها و يحسب أنها خلقا جديدا مع أنها هي ذاتها لم تتغير فيستمر في ظنه الأبله هذا حتى ينتهي به الأمر إلى " مخفر قسري " أو عجز ٍ عن ممارسة الصياعة أكثر من ذلك ثم يجلس يحسب عدد خطاه التي أمضاها في تجوال لا مبرر فيجد أنه كان بإمكانه أن يصل إلى اشياء عظيمة بالغة البعد الآن عنه لو أنه أنفق تلك الخطى تجاه تلك الأشياء ! . نحاول التملص من ذواتنا و الهروب من أجسادنا بشرود مثير للعجب و طبع الآدمي أنه إذا ضاق بشيء تركه و خلعه و مضى بدونه حتى أن الرجل يطلق زوجته و يطرد ابنه من المنزل بل و يتخلص من جنس ذكوريته و يتحول إلى أنثى أو جنس ثالث بالمشارط و السكاكين ثم إذا ضاق بروحه التي بين جنبيه حاول التخلص منها فلم يستطع فهرب إلى داخله في فجوة من التأمل الضائع و الحيرة البهيمة أو تجده يهرب إلى ممارسة حواسه على شرفات جسده لعله يهرب من ذاكرته و مخزونه النفسي فينهمك في الشعور بالغير و الالتصاق بالخارج و تهميش هواجسه الملحة التي تغتاله كل ليلة على الوسادة و في فلوات الروح ليجد نفسه من جديد مضطرا للتنصل من نفسه و الهروب منها و هكذا نحن كل يوم . لهذا تجد كثيرا من الناس يعيشون على مبدأ " ممارسة الوهلة " فهو ينظر و يسمع و يتكلم و لا يهم كيف يمارس حواسه المهم أنه يستهلك أكبر وقت ممكن في ممارستها على نحو يشغله بها أكثر مما يشغله بنفسه و هذا هو مبدأ الوجودية الأول و الذي نمارسه نحن اليوم و نراه مجرد ضرب من ضروب الفسوق العام ! . لم يكن جعل الروح سرا خاصا بالله سبحانه شيئا غير ذي غاية فالله سبحانه يعلم أن الإنسان محب للتخلي عن كل ما ينغصه و لو استطاع الناس خلع أرواحهم لتركوها في الثلاجة أو مخزن الأحذية القديمة و ساروا في الطرقات بغير أرواح و لكن الروح ليست نهد جنس ثالث ينفخه بالسيلكون فيحوله إلى شيء آخر و لا لون عين نغيره بعدسة لاصقة فهي شيء خفي شديد الالتصاق بنا , شديد التأثير و التأثر بنا , ترافقنا بشكل مخيف لا فكاك منه فقط لأن الله يريد ربطنا بشكل مادي محسوس بالمعنى و الفكرة و الزمن لكي لا نتملص منها فنتحول إلى حجارة , و لهذا تبقى الروح و يتلاشى الجسد و لهذا تصعد الروح و يبقى الجسد و لهذا تتألم الروح بعصيان الجسد و بضعف الجسد , فليست الحواس هي المسلطة على الروح و لكن الروح هي المسلطة على الحواس فكلما اقترفت تألمت و صار لزاما عليك أن تضبط حواسك لكي لا تعاقبك روحك بالألم و العذاب و أنت لا تستطيع الرد عليها و لا الهروب منها . قد تصيع و تهرب من نفسك و لكن ستبقى روحك بانتظارك كجدة عجوز معها عصا مقدسة تجلس في باحة المنزل لا تستطيع الرد عليها و لا منعها من لطم وجهك بعصاها حتى تربيك و تخبرك بأنك لست ملكا لنفسك بعد يا صغيري !!. |
|
للمشاركة في المجموعة
جميع الاراء لا تعبر الا عن وجهة نظر اصحابها
--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات Google مجموعة
Group woolf.
لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى
woolf.8@gmail.com
لخيارات أكثر، الرجاء زيارة المجموعة على
http://groups.google.com/group/woolf_8?hl=ar?hl=en-GB
لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، ارسل كلمة (الغاء) إلى
woolf_b@hotmail.com
للتواصل مع إدارة المجموعة ماسنجر على الايميل التالي
-~----------~----~----~----~------~----~------~--~---
No comments:
Post a Comment