Monday, August 2, 2010

: العلامة ابن باز شفع عند الملك فيصل لأحد المشايخ فُصل من عمله بسبب وشاية !



---------- الرسالة المعاد توجيهها ----------
من: طاب الخاطر <>


الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ ...

بعد مرور السنين على وفاته نسمع ونقرأ بين الحين والآخر قصصا عن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - ، قصصا ليست من نسج الخيال ، وإنما حقيقية شهدها من حضرها وعايشها ، وسطرها بعضهم ، ورواها آخرون من ذاكرتهم .

قد لا يعرف الكثيرون من أبناء هذا الجيل الشيخ زيد بن عبد العزيز الفياض – رحمه الله - ، فهو إلى جانب أنه درس على يد كبار علماء زمانه من أمثال الشيخ محمد بن إبراهيم ، وتخرج من كلية الشريعة ، ودرّس في الجامعة إلا أنه كان يكتب في الصحف المحلية ، وقد أثارتْ عددٌ من المقالات التي كتَبَها آنذاك ضجَّة، ومنها المقالة الشهيرة "أحْرقوا المسجدَ الأقصى" .

كتَبَ الشّيخ زيد - رحمه الله - مقالاً في مجلة الدعوة العدد رقم (216) في 12/6/1389هـ هو بعنوان "أحْرقوا المسجد الأقصى"، وتطرَّق فيه إلى اليهود ومؤامراتهم على المسلمين، وإلى "مصطفى كمال أتاتورك"، وأنَّه من يهود الدونمة، حيث أشار أنَّه جَرَتْ في عصره مجازر للمسلمين، وسُلِّمت البلدانُ الإسلاميَّة التي كانت تابعةً للدولة العثمانية إلى المستعمرين الصليبيِّين بتحريض من اليهود ومؤامراتهم.

 

فاستغلَّ بعضُ المغرضين هذا المقالَ لإسكاتِ قلمه عن إظهار الحق، ومحاربة الباطل.

 

وتسبَّب هذا المقالُ في فصْل الشّيخ عن عمله، ومَنْعه عن مزاولة الكتابة في الصُّحف والمجلاَّت، وصدر بذلك أمرُ الملك فيصل بن عَبدالعزيز، وذلك في 15/8/1389هـ.

 

مع العِلم أنَّ مقالته الأولى "أخطاء في كتاب أصول العالم الحديث" في 12/6/1389هـ، وهي سابقة لمقالته الثانية "أحْرقوا المسجد الأقصى"، والذي يظهر أنَّ المقالة الأولى هي السببُ في فصلِه بسبب وشايةِ بعض المغرِضين من أصحاب الأهواء، ورغبةً في الانتقام، فاستُغلِّت المقالة الثانية عن مصطفى كمال أتاتورك في تحقيق ما يريدون، فكان لهم ذلك، وتمَّ فَصْل الشّيخ عن عمله، ومَنْعه من الكتابة.

 

وقد كان لقرار فصله أصداءٌ واسعة لدَى العلماء والمثقَّفين، فكتب سماحة الشّيخ عَبدالعزيز بن باز - رحمه الله - خطابًا في 28 - 27/8/1389هـ جاء فيه : " من عَبدالعزيز بن عَبدالله بن باز إلى حضرة الأخ المكرَّم فضيلة الشّيخ زيد بن عَبدالعزيز بن فياض - وفَّقه الله، وبارك في جهوده، آمين.

 

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد، فأرجو أنَّكم والوالدين والأولاد والأهل بتمام الصِّحة والعافية، كما أنَّا ومَن لدينا بذلك - ولله الحمد - وأسأله - سبحانه - أن يَرزقَنا وإيَّاكم شُكرَ النِّعم، والثباتَ على دينه، إنَّه خير مسؤول، ثم يا محبُّ، أخبَرَني الابن عَبدالرحمن بن عقيل بأمْر كدَّرني، وهو أنَّه صدر أمرٌ بفصلكم من العمل، ومَنْعكم من الكتابة في الصحف، وتغريمكم بعضَ المال؛ لأسباب كتابيَّة، ولا شكَّ أنَّ هذا الأمر يُكدِّر كلَّ غيور على الإسلام، ومحبٍّ لنشر الدعوة الإسلاميَّة، والتنبيه على غَلَط الغالطين الذي يُخشَى شرُّه على المسلمين.

 

كما أنَّه لا شكَّ أنَّ الداعي إلى الله يُبتلى ويمتحن لأسبابٍ كثيرة، ثم تكون العاقبة الحميدة للمخلصين الصادقين؛ كما قال الله – سبحانه -: ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [هود: 49]، فأرجو الإفادةَ بالتفصيل عن الواقع، أحسن الله لنا ولكم العاقبة، ووفَّق ولاةَ الأمر لكلِّ خير، وأصلح لهم البطانةَ، ونَفَع بهم عبادَه، إنَّه خير مسؤول، وأرجو إبلاغَ سلامي الوالدين والإخوة والأولاد، وخواصَّ المشايخ والإخوان، كما منَّا الأولاد والمشايخ والإخوان كلهم بخير وعافية، والله يتولاكم إليه والسلام".

 

وكتب سماحته خطابًا في 18/11/1389هـ موجَّهًا إلى الملك فيصل بن عَبدالعزيز - رحمه الله - جاء فيه :

بَسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيم

من عَبدالعزيز بن عَبدالله بن باز إلى حضرةِ صاحب الجلالة الملك المعظَّم فيصل بن عَبدالعزيز، نصَرَ اللهُ به دِينَه، وثبَّت إيمانَه ويقينَه، آمين.

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد علمت - حفظكم الله - بأمر جلالتِكم بفَصْل الشّيخ زيد بن فياض مدير عام المكتبات بوزارة المعارف، ومنْعه من الكتابة على إثْر المقال الذي نشره بصحيفة "الدعوة"، في عددها الصادر بتاريخ 12/6/1386هـ عن اليهود، على إثْرِ قيامهم بحرْق المسجد الأقصى الذي ضَمَّنه بيانَ حال اليهود منذ القِدم، وإهانتهم للمقدَّسات، وقتلهم لأنبيائهم، وإفسادهم في الأرض، وأكْلهم أموالَ الناس بالباطل، وإباحتهم للأعراض، وغير ذلك من الجرائم والأخلاق الذميمة التي اتَّصف بها اليهود عَبرَ التاريخ، مما ذَكَره القرآنُ والسُّنة النبويَّة المطهَّرة، وتُعرُّضه في أثناء المقال لعدوِّ الإسلام - مصطفى كمال أتاتورك - ممَّا دَعَا السفارةَ التركية بجدة للسعاية ضدَّه، وطلب محاكمته.

 

وأُفيد جلالتَكم أنِّي قد قرأتُ المقال المذكور، وهو مقالٌ عظيمٌ مفيد، قد استوعبَ فيه أعمالَ اليهود ومؤامراتهم ومخازيَهم، واعتنى فيه بذِكْر ما كتبه أصحابُ الفكر، لا سيَّما ما ذَكَره رئيس الولايات المتحدة الأسبق - بنيامين فرانكلين - ورئيس الدولة الألمانية/ هتلر في شأنهم، والمقالُ في مجموعه يتكلَّم عن اليهود وأعمالهم، ويشرح أهدافَهم ونواياهم الخبيثةَ، وهو بحقٍّ يستحق عليه جائزةً كريمة، ولم يأتِ ذِكْر مصطفى كمال فيه إلاَّ عرضًا.

 

ومصطفى كمال معروفٌ بعداوته للإسلام والمسلمين، ومحاربته للدِّين، ومَنْعه تدريس اللُّغةِ العربية، واستبدالها بالحروف اللاتينيَّة، وتحويله الدولة التركيَّة إلى دولة علمانيَّة، مما يشهد على كُفرِه وإلحاده.

 

والشّيخ زيد بن فياض حين تعرَّض لمصطفى كمال لم يأتِ بجديد، وإنَّما نقل هذه المعلوماتِ من المصادر العِلميَّة التي تعرَّضت لحياة المذكور، وسيرته وأعماله، ممَّا هو مشهور ومعروف.

 

ولا يَخفَى على جلالتكم أنَّ الشّيخ زيد بن فياض مِن خِيرة الكتَّاب الإسلاميِّين في المملكة، وله نشاطٌ مشكور في حقلي الصحافة والتأليف، ونشْر الوعي والثقافة الإسلاميَّة، ومحاربة المذاهب والعقائد الإلحاديَّة، وله كتبٌ كثيرة في هذه المواضيع، ومثلُه يستحقُّ التشجيعَ والتأييد، لا الفصل والإهانة، ممَّا يُفرِح أعداءَ الدِّين من القوميِّين والمنحرفين في بلاد تَحكُم بالإسلام، وتدين بالقرآن، ويرعى شؤونَها ملِكٌ مسلم، يدعو إلى دِين الله، ويخاف غضبَ الله، يوالي في الله، ويعادي فيه.

 

أمَّا السِّفارة التركيَّة، فيُمكن أن تجامَل بإجراء آخرَ حسبَ ما يراه جلالتُكم، كما أنَّه في إمكان جلالتكم الإيعاز إلى الشّيخ زيد بتجنُّب الأشياء التي يُخشَى تأثيرها على العلاقات الدوليَّة.

 

أمَّا فصلُه من العمل ومَنْعُه من الكتابة بصفة دائمة، فغير جائزٍ - فيما أرى - من الوجهة الشرعيَّة، وغير لائق بمقام جلالتِكم؛ لِمَا في ذلك من السُّمعة السيِّئة بين المواطنين عندَ التحدُّث عن سبب الفَصْل ودواعيه.

 

فأرجو مِن جلالتكم ملاحظةَ الاعتبارات المذكورة، والتفضُّل بإعادته إلى عملِه؛ براءةً للذِّمَّة، وتشجيعًا لدعاة الحقِّ، ودحرًا لأهل الباطل.

 

سدَّد الله خُطاكم، وبارك في مساعيكم، وجعل التوفيقَ للحقِّ حليفكم في القول والعمل، إنَّه سميع قريب، والله يحفظكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

 

نائب رئيس الجامعة الإسلامية

وكتب الشّيخ/ عَبدالعزيز بن ناصر الرشيد - رحمه الله - رئيس هيئة التمييز آنذاك خطابًا إلى الملك فيصل - رحمه الله - جاء فيه:

صاحب الجلالة إمام المسلمين الموفَّق، أيده الله بنصره، آمين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبكلِّ أدب واحترام، أتقدَّم إلى جلالتكم شافعًا، ومتوسِّلاً إلى جلالتكم بما عرفتُه عنك من حِلْم، وصَفْح، وأناة لشخص عرفتُه تلميذًا نجيبًا، وأستاذًا ناجحًا، وعضوًا في الإفتاء، ثم في رئاسة القضاء، ثم كاتبًا لم نعرفْ عنه إلاَّ الخيرَ والنوايا الطيِّبة، ذلك الشخص هو "زيد بن فيَّاض"، ولا يخفاكم ما في العفو عندَ المقدرة، ثم هو ابنُكم الذي يترسَّم ما تُشيرون إليه، إنَّه لم يأت الموضوع الذي طَرَقه عن قصْد، وإنما استطرادًا على أنَّ مصطفى كمال هو مَن تعرفونه، ابتليت به أمَّتُه كما ابتلي بعضُ العرب ببعض زعمائها، غير أنَّ الشيء الذي يُسيء إلى العِلم لا ينبغي للإنسان أن يطرقَه، فهي هفوةٌ غير متعمَّدة، فأرجوكم العفوَ عنه، وإعادته إلى عمله، أطال الله في عُمركم، وسدَّد خطاكم، ووفَّقكم لِمَا فيه صلاح الإسلام والمسلمين.

 

رئيس هيئة التمييز

عَبدالعزيز بن ناصر الرشيد

رحم الله العلامة ابن باز رحمة واسعة ، ورحم الله علماء بلادنا الذين عملوا لهذا الدين ومنهم الشيخ زيد الفياض ، وكانوا يبذلون أوقاتهم ووجاهتهم وشفاعتهم لبيان الحق ، والوقوف في وجه الوشاة والمنافقين .

وقد وفق الله أبناء الشيخ زيد الفياض لإنشاء موقع باسم والدهم في موقع " الألوكة " جمعوا فيه كل ما سطره الشيخ زيد الفياض رحمه الله من المقالات الصحفية والبحوث الرائعة وخاصة مقال عن عبد الله القصيمي ، وكلام المثقفين في انحرافه حتى من خارج المملكة .

أرجو من الجميع الدخول إلى الموقع وقراءة سيرة الشيخ زيد الفياض ، ومقالاته وبحوثه ومؤلفاته ففيها علم غزير ، وتأصيل رائع  

http://www.alukah.net/Web/fayad/CV

--
حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم


-- 
للمشاركة في المجموعة

 

مجموعات Google
اشتراك في
 
Group woolf

--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات Google‏ مجموعة
Group woolf.
لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى
woolf.8@gmail.com
لخيارات أكثر، الرجاء زيارة المجموعة على
http://groups.google.com/group/woolf_8?hl=ar?hl=en-GB
لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، ارسل كلمة (الغاء) إلى
woolf_b@hotmail.com
للتواصل مع إدارة المجموعة ماسنجر على الايميل التالي

No comments:

Post a Comment