Monday, August 2, 2010

: الانتصار والإنهزامية في زمن التناقضات !!



---------- الرسالة المعاد توجيهها ----------
من: salam a <>

 

.

 


 
 



 

الانتصار والإنهزامية في زمن التناقضات


 

                                       

سعد العتيق

     

 

الانسان من خلال ممارساته وسلوكياته  يعكس القيم والمبادئ التي يؤمن بها. وبقدر ايمانه بأهمية ودور تلك القيم والمبادئ في حياته يكون حجم ومقدار التمسك والإلتزام. ولعل كلام  ابن القيم رحمه الله في نور كلمة التوحيد يبين دلالة الكلام السابق  ( تفاوت نور لا إله إلا الله في قلوب اهلها لا يحصيه إلا الله، فمن الناس من نورها في قلبه كالشمس ومنهم من نورها كاالكوكب وآخر كالمشعل العظيم وآخر كالسراج المضيء وآخر كالسراج الضعيف ..... إلى ان قال وعلى قدر ذلك النور تحترق الشهوات والشبهات)

في هذا المقال المبسط سأتناول بعض الأحداث التي عاصرتها خارج الوطن، وسأنهج اسلوب الإستقراء للوصل للمفهوم الرئيسي لكل فقرة من خلال سرد بعض المواقف  مع التعليق عليها بشكل مبسط..... وسأترك للقارئ حرية  الإبحار بقارب تصوره ليبحر فيها ببوصلته الخاصة.

 

            فساد القيم والمبادئ ام فساد منهجية التفكير

في قاعة دراسية التي كان من ضمن حضورها مجموعة من الطلبة السعوديين... طرح المحاضر البريطاني تساؤلاً حول مدى قبول  الطلاب السعوديون للنظام الذي يحضر بيع او شرب الكحول في السعودية، فكانت المفاجأة.... جميع الطلاب السعوديين عبر عن عدم رضاه عن هذا النظام وانه يجب ان يتاح المجال بأن تعطى الحرية للناس فكل انسان  له عقل ويتحمل المسئولية. مع العلم ان اغلب هؤلاء الطلبة لا يشربون الكحوليات.

بعد هذا الموقف الذي لا اعلم حيثيات الوصول لهذه القناعة ---  تذكرت حضوري  نقاش اعضاء  البرلمان الاسكتلندي حول  المشكلات الحادة  التي يعاني منها المجتمع الأسكتلندي بسبب شرب  الكحول. تذكرت مركز المدينة في ادنبرة وفي جلاسجو كيف ان الشوارع تنقلب احياناً إلى ساحة من المعارك بين الشباب واحيانا إلى قذارة بسبب الذين يستفرغون ما في بطونهم بسبب الافراط في الشراب. تذكرت الصخب والضوضاء إلى طلوع الفجر والذي يسفر في النهاية عن ثلة من النائمين على ارصفة الشوارع.

وفي موقف آخر يتهكم أحد الأخوة السعوديون بالمجتمع السعودي من ناحية اضطهاد المرأة من قبل الرجل وبنظام منع الاختلاط في أماكن العمل والمدارس والجامعات ويستشهد بالمجتمع البريطاني انه مع وجود الحريات  الاختلاط  إلا انه لا يعاني من مشكلات مثل ما نعاني في مجتمعنا من معاكسات واهانة للمرأة . قمت بعدها بإرسال رسالة إليه ببعض الإحصائيات الرسمية عن المجتمع البريطاني   لأبين خطأ تصوره وفهمه حول ربط العوامل بالنتائج وكان مما أرسلته: العدد الحقيقي لحوادث الإغتصاب والإعتداء الجنسي في بريطانيا يتراوح بين 118 ألف و 295 ألف من الحالات في السنة.

Giddens, A (2001) Sociology "Crime and Deviance"

 18%من التعويضات  التي تصرف لضاحيا التمييز الجنسي سببها التحرشات الجنسية، كما أرسلت له رابط لبرنامج بانوراما الذي يناقش مشكلة الاعتداءات الجنسية في المدارس الأولية

وبخصوص اهانة المرأة -- قمت بإرسال احصائية البي بي سي البريطانية بمعدل النساء الذين يموتون بسبب اساءة معاملة الرجل في بريطانيا

 من وجهة نظري يوجد فئة من  الناس يفكر بالعقلية الدوغمائية والتي من خصائصها انها  اذا أعجبها شيء بالغت في الإسترسال معها إلى حد الافراط في تبجيلها والتي يجعلها في مأمن من التفكيك التشريحي لتظهر المعالم الكاملة والحقيقة لذلك الشئ المعجب به وإلغاء الأفكار المباينة له.  فالإعجاب  بتطبيق النظام في المجتمع البريطاني  وبمستوى العدل والحريات المتاحة وهوكلمة حق تقال عن هذا المجتمع  احدثت عند بعضنا ردة فعل عكسية على المروث القيمي.

 

                                         خجل ام عدم ثقة  

في نقاش عام طرحه بعض الأكاديمين والعاملين في احد الجامعات البريطانية عن  تجربة سفرهم للسعودية من اجل المعرض الخاص للجامعات البريطانية. يقول احدهم بمجرد ذهابنا للمعرض في الجامعة المحددة في مدينة الرياض  اخبرنا احد المسئولين انه لا يتطلب لبس الحجاب الذي يغطي الجسد في المعرض مع العلم ان المعرض عام للرجال والنساء، بعد ذلك تفاجأنا في المعرض بالشرطة الدينية (هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) وحدثت مشكلة بسبب الاختلاط عدم لبس النساء الذين كانو معنا الحجاب. بعدها بأيام  ذهبنا إلى جدة من اجل المعرض الثاني فإذا احد المسئولين السعوديين هناك يقول لنا لا مانع من الاختلاط ومن الذي قال لكم ان تلبسوا الحجاب. بعدها علق المتحدث: ماهي مشكلتكم ايها السعوديون هل تخجلون من نظامكم وقيمكم ام لستم واثقون من انفسكم، لا يوجد لدينا مشكلة في الحجاب ولا عدم الاختلاط  فنحن الذين جئنا إلى بلدكم وسنلتزم بنظامكم بمثل ما أنتم ملتزمون بنظام المجتمع البريطاني هنا. أترك هذه النقطة ليعلق عليها المسئولين السعوديين.

  

                    الانتصار للقيم من قبل الخصوم  

في احدى الحوارات  الساخنة بين مجموعة من الأكادميين في الجامعة والتي كان من ضمنها احد الزملاء السعوديين والذي كان في موضع دفاع المجتمع السعودي حول بعض الاطروحات المبالغ فيها وبعض الافتراءات حول وضع المرأة  من بعض اصحاب التوجهات اليمينية جعلت احد اصحاب التوجه اليساري  يصرخ ويقول بصوت مرتفع في القاعة ( سأعترف  بحقيقة – لو اردت ان تبقى ابنتي عذراء إلى ان تتزوج فلن اجد مكان افضل من السعودية)

وفي احد الأنشطة المقامة للطلاب تم تقديم بعض المأكولات والحلوى..... في هذه الأثناء أتتني احدى الطالبات من الجنسية الايطالية -- والتي كنت دائما معها في نقاشات تصل احيانا إلى الحدة حول حقوق المرأة—قالت لي: احذر-- لا تأكل من الحلوى فهي تحتوي على كحول وهي محرمة في دينكم.

في موقف متناقض مع سابقيه -- احد الأخوة يقول: انا شديد الاعجاب بالنباتيين فهم يتركون أكل اللحوم رأفة بالحيونات .... ومع نفس الشخص عندما سمع ان بعض الشباب يمتنع عن اكل اللحوم بسبب ورعه وحرصه ان يكون اللحم حلال قال: انظر إلى التشدد في الدين. .....في نظر هذا الشخص الورع والترك من اجل الجزم بأن لا يدخل في الجوف إلا ما هو حلال طلباً لرضى الله  تشدد وفي تركها من اجل رحمة الحيوان نظرة اجلال وإكبار.

 

                  خداع للنفس ام جهل بتعاليم الدين

دائما ما تثار قضية الحجاب بمسألة تغطية الوجه ام الكشف مع ان لكل فريق ادلته التي يستند عليها. المشكله الحقيقية من وجهة نظري ليست في النقطتين السابق ذكرها، المشكلة تتمثل في شروط الحجاب.. فما الجدوى من تغطية الوجه او كشفه بناء على القولين السابقين ومعالم وتفاصيل الجسد بينه وظاهره من خلال لبس الملابس التي تعطي تفاصيل الجسد  او أن بعض خصال شعر الرأس ظاهره او أن الوجه تم تجميله بمساحيق التجميل لمن نهج القول بكشف الوجه. لكل عبادة شروط وللحجاب على القولين  شروط فكما ان من شروط الصلاة الطهارة فلن تكون الصلاة مقبولة من دون طهاره حتى لو تمت الشروط الباقية. أعجبني قول أحدى الأخوات الأردنيات والتي لا تلبس الحجاب بقولها: أنا مقصرة ومخطأه في ذلك امام مجموعة من الطلاب. لم تحاول الأخت ان تعطي شبهات او مبرارات لسلوكها لأنها تعرف انه أمر من دين الله  وليس مسألة تخضع للأهواء والإختراعات من خلال الموضات .  في تصوري ان بعض الطالبات السعوديات لا يعرفن شروط الحجاب مما انعكس على اسلوب الحجاب الذي يرتدينه.  هذا كان ردي لأحد الأخوة الذي سألني عن حجاب بعض الطالبات

السعوديات.

 

 

* محاضر في جامعة الملك سعود مبتعث في بريطانيا




--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في مجموعات Google‏ مجموعة
Group woolf.
لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى
woolf.8@gmail.com
لخيارات أكثر، الرجاء زيارة المجموعة على
http://groups.google.com/group/woolf_8?hl=ar?hl=en-GB
لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، ارسل كلمة (الغاء) إلى
woolf_b@hotmail.com
للتواصل مع إدارة المجموعة ماسنجر على الايميل التالي

No comments:

Post a Comment